انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )
انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )

انا المسلم


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم
أسرة منتدى أنا المسلم تهنئ السادة الأعضاء(مدرين -
مشرفين - أعضاء - زائرين) والأمة الإسلامة
بحلول عيد الفطر المبارك
 
 
 
منتدى أنا المسلم
دقات قلب المرء قائلة له إن العمر دقائق وثواني




https://emadghost.yoo7.com
بسم الله الرحمن الرحيم

تم يحمد الله إفتتاح قسم جديد خاص بأجهزة الريسيفر والدش والكروت والكامات

وأيضاً شفرات ART- SHoWTIME -وإيضاً الجزيرة الرياضية

وسوفت وير جميع إجهزة الريسيفر
      

 

 آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح 2 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 595
العمر : 42
الموقع : https://emadghost.yoo7.com
المزاج : رايق
 . : آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح  2 ) 15781610
نقاط : 311
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح  2 ) Empty
مُساهمةموضوع: آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح 2 )   آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح  2 ) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 08, 2008 10:03 am

قال فيما رواه الحاكم وصححه:
ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئًا، فهو عند الله سيئ، وقد رأى الصحابة جمعيًا أن يستخلفوا أبا بكر.
أي أن استنباط ابن مسعود أن هذا ليس فقط حسن عند المسلمين، بل حسن كذلك عند الله عز وجل.
- وأخرج البيهقي عن الشافعي رحمه الله أنه قال:
أجمع الناس على خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك أنه اضطر الناس بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم- أي اضطروا إلى أن يجعلوا عليهم قائدًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم- فلم يجدوا تحت أديم السماء خيرًا من أبي بكر، فولوه رقابهم.
- يقول معاوية بن قرة رحمه الله- وهو من التابعين-:
ما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون أن أبا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانوا يسمونه إلا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانوا يجتمعون على خطأ ولا ضلال.
- قال الخطيب البغدادي رحمه الله:
أجمع المهاجرون والأنصار على خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وقالوا له: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسم أحد بعده خليفة.
خلافة الصديق في القرآن
بعض العلماء استنبطوا من بعض آيات القرآن الكريم أحقية أبي بكر الصديق بالخلافة واستنبطوا أن خلافته كانت خلافة حق:
- علق أبو بكر بن عياش رحمه الله على الآية الكريمة:
[لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ] {الحشر:8} .
قال أبو بكر بن عياش رحمه الله:
من سماه الله صادقًا ليس يكذب، والمهاجرون قالوا: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو خليفة حقًا لا يكذبوا.
علق ابن كثير رحمه الله على هذا الاستنباط فقال: استنباط حسن.
- وقال الإمام الرازي رحمه الله في تفسيره للفاتحة أن قوله عز وجل:
[اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ] {الفاتحة:6،7} .
فيه إشارة إلى اتباع الصديق رضي الله عنه، ومن ثَم استخلافه، قال:
إن الله يأمرنا أن نطلب الهداية إلى طريق الذين أنعم عليهم الله، ومن هم الذين أنعم الله عليهم؟
فسرها ربنا في سورة النساء يقول:
[وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا] {النساء:69} .
فهذه هي الأنواع التي أنعم الله عليها، والتي أمرنا الله بطلب الهداية إلى طريقها، ولم يعد هناك أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلزم أن نكون مع الصديقين.
ويقول الرازي: إنه لا شك أن الصديق رضي الله عنه هو رأس الصديقين ورئيسهم، ومن ثَم فإننا أمرنا أن نتبعه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وقال الحسن البصري رحمه الله فيما رواه البيهقي في قوله تعالى:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ] {المائدة:54}.
قال الحسن البصري:
هو والله أبو بكر وأصحابه، لما ارتدت العرب جاهدهم أبو بكر وأصحابه حتى ردوهم إلى الإسلام.
- وقال قتادة تعليقًا على نفس الآية:
كنا نتحدث أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وأصحابه.
- وهناك آية علق عليها كثير من العلماء تعليقات كلها تشير إلى خلافة الصديق رضي الله عنه، هذه الآية في سورة الفتح هي:
[قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا] {الفتح:16} .
فالقوم الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب إلى مكة في عام الحديبية نزل فيهم هذا القول من الله عز وجل، يقول فيه الله عز وجل لهم: ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون، فالله عز وجل سوف يعطيهم فرصة أخرى للخروج للجهاد، بعد تخلفهم في الأمر الأول، وبعد نفاقهم، وقولهم شغلتنا أموالنا وأهلونا، إذن سيدعي هؤلاء إلى قتال شديد سيأتي بعد من الحديبية.
من الذي يدعوهم إلى هذا القتال؟
قال القرطبي رحمه الله والزمخشري في الكشاف وأبو الحسن الأشعري رحمه الله:
إن الداعي لهم ليس النبي صلى الله عليه وسلم، وأن القوم الذين سيدعون لقتالهم ليسوا هوازن وثقيف كما قال بعض المفسرين، والذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين والطائف، لماذا؟؟
لأن الله عز وجل أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقول للمنافقين المخالفين الذين لم يشتركوا معه في القتال:
[فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ] {التوبة:83} .
إذن أُمر رسول الله عز جل أن لا يدعوا هؤلاء المخلفين إلى القتال، فمن هم يا ترى القوم ألو البأس الشديد، هم بنو حنيفة أهل اليمامة، وأتباع مسليمة الكذاب، ومن ثم فإن الذي دعا إلى قتالهم هو الصديق رضي الله عنه، فلزم أن يكون هو الخليفة الصحيح في هذا الوقت، يقول رافع بن خديج رضي الله عنه إننا كنا نقرأ هذه الآية:
[سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ] {الفتح:16} .
فلا نعلم من هم حتى دعا أبو بكر إلى قتال بني حنيفة، فعلمنا أنهم هم، قال ابن أبي حاتم وابن قتيبة رحمهما الله: هذه الآية حجة على خلافة الصديق، لأنه الذي دعا إلى قتالهم، وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: سمعت أبا العباس بن شريح رحمه الله يقول:
خلافة الصديق رضي الله عنه في القرآن من هذه الآية، لأن أهل العلم أجمعوا على إنه لم يكن بعد نزولها قتال دعوا إليه إلا دعاء أبي بكر للناس إلى قتال أهل الردة، ومن منع الزكاة، فدل ذلك على وجوب خلافة أبي بكر وافتراض طاعته، إذ أخبر الله عز وجل أن المتولي عن ذلك يعذب عذابًا أليمًا.
أما عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وعطاء بن أبي رباح، ومجاهد، وابن أبي ليلى، وعطاء الخرساني رحمهم الله جميعًا فقد قالوا:
إن القوم أولي البأس الشديد المقصودين في الآية هم فارس، ومن المعروف أيضًا أن الذي دعا لقتالهم وفتح فارس هو الصديق رضي الله عنه، فكما يقول ابن كثير رحمه الله فهي أيضًا دالة على خلافة الصديق رضي الله عنه.
أما كعب والحسن رحمهما الله فقالا: إن المقصود بالقوم أولي البأس الشديد: الروم، وسبحان الله، أيضًا الذي دعا إلى قتال الروم هو الصديق رضي الله عنه.
فعلى أي تفسير لهؤلاء القوم فالصديق هو الخليفة المقصود، فأي شرف، وأي فضل، وأي قدر، الزعيم قد يخلد ذكراه، ويمجد تاريخه بالدعوة إلى حرب قوم أولي بأس شديد بني حنيفة، أو فارس أو الروم، أما أن يدعوا إليهم جميعًا فهذا هو المجد بعينه، وهذا هو الشرف بعينه، ولا يكون هذا إلا الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
- آية أخرى من آيات الله عز وجل قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره إنها منطبقة على خلافة الصديق رضي الله عنه، وعلى خلافة الثلاثة من بعده، يقول الله عز وجل في سورة النور:
[وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ] {النور:55} .
يقول ابن كثير رحمه الله:
فلما وجدت هذه الصفة من الاستخلاف، والتمكين في أمر أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، دل ذلك على أن خلافتهم حق.
*وبعد فهذه مجموعة من الأحاديث، والآيات وهناك غيرها من الأحاديث التي أعرضت عنها إما لتكرارها أو لضعفها، كل هذه الأحاديث والآيات تشير إما قريب أو بعيد إلى رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استخلاف الصديق رضي الله عنه.
موقف العلماء من هذه الأحاديث والآيات
ينقسم إلى نوعين ليس بينهما خلاف كبير، الكل يتفق أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرغب في خلافة الصديق رضي الله عنه، ولكن الخلاف بينهما في هل كان ذلك بالنص الجلي الصريح، أم بالنص الخفي والإشارة:
- فمن العلماء مثل ابن حزم الظاهري رحمه الله فقد قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر بالنص الصريح الجلي، واستشهد بأحاديث مثل حديث المرأة الذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَائْتِي أَبَا بَكْرٍ.
وبقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة:
ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُول قَائِلٌ: أَنَا أَوْلَى وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ.
وبحديث الرؤيا التي على القليب ورؤيا الأنبياء حق، وغير ذلك من الأحاديث.
- أما الطائفة الأخرى من العلماء فقد قالت أن استخلاف الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق كان بالإشارة والنص الخفي، وليس صريحًا، ينسب هذا القول مثلًا إلى الحسن البصري، وأحمد بن حنبل، وابن تميمة، وطائفة كبيرة من أهل الحديث، وهذا هو الرأي الغالب، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان من الممكن أن يصرح فيقول إذا مت فليكن أبو بكر من بعدي، هكذا بوضوح، والأمر ليس أمرًا ثانويًا في حياة المسلمين حتى يتعمد رسول الله صلى الله عليه وسلم التصريح بهذا الأسلوب الغير المباشر، إذن كانت هناك حكمة نبوية من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصرح باستخلاف، وترك الأمر لمجرد الإشارة، وكان هناك رضا من الله عز وجل على هذا التلميح دون التصريح لأن كل أمور الرسول صلى الله عليه وسلم كانت عن طريق الوحي فكيف بهذا الأمر الخطير،
يؤكد هذا المعنى من أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخلف تصريحًا، ما جاء في كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند وفاته، فيما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث قال عمر:
إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني- يعني أبا بكر- وإلا استخلف فلم يستخلف من هو خير مني يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويؤكد على هذا أيضًا ما رواه البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها في أنها سئلت: من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفًا لو استخلف؟
إذن هو لم يستخلف.
فإذن كان الحق أنه صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، فلماذا لم يصرح صلى الله عليه وسلم بالاستخلاف واكتفى بالإشارة فقط؟
لماذا لم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أمرًا مباشرًا بتعيين أبي بكر خليفة؟
الحكمة في ترك المسلمين دون تصريح باسم الخليفة
بالطبع فإن الحكمة الإلهية الكاملة وراء هذا الحدث لا يعلمها إلا الله عز وجل، ولكننا نجتهد في فهم هذا الموقف وفق المعطيات التي معنا، والذي يبدو لي:
1- أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد أن يصرح بذلك حتى يترك المسلمون يدبرون أمرهم في غيابه هو صلى الله عليه وسلم، فالمسلمون بعد هذه اللحظة التي فارق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحياة سيكون عليهم أن يديروا شئونهم بأنفسهم، لا يتلقون وحيًا، وليس لهم عصمة، ماذا يحدث لو اختار لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة الآن بوضوح؟ لكانت النتيجة إنه لن يكون هناك الحوار الذي دار وحدث في سقيفة بني ساعدة، وما فائدة هذا الحوار؟
لقد تعلم المسلمون في هذا الوقت وعلموا المسلمين من بعدهم كيف يتم اختيار الخليفة؟
وكيف يكون أسلوب الحوار في مثل هذه القضايا؟
وكيف يمكن قبول وجهات النظر المختلفة؟
وما هي الحدود التي لا ينبغي تجاوزها؟
وما هي حدود الشرع ما الذي يجب أن تكون عليه النفوس حتى يتم اختيار الخليفة بطريقة سليمة؟
وما هي صفات الخليفة المنتخب؟
وما هي مقومات الصديق التي جعلته يتقدم غيره؟
ماذا يحدث لو أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار لهم أبو بكر بالتصريح؟
كان أبو بكر سيتولى أمور المسلمين إلى أجل ثم يموت، فماذا يفعل المسلمون بعد موته؟
وكيف يختارون الخليفة الجديد وليس بين أيديهم رسول يختار لهم؟
لقد اكتمل نمو الصحابة رضوان الله عليهم، وحان وقت الفطام عن الوحي والعصمة، وآن لهم أن ينطلقوا في الحياة بالكتاب والسنة، دون رسول حي بين أظهرهم، إذا كان سيكتب على المسلمين أن يختاروا في يوم من الأيام خليفة بمفردهم، فليكن هذا الجيل الراقي الرائع النقي التقي الورع العاقل الحكيم من الصحابة هو الذي يختار، حتى يعطي القدرة والمثل لمن بعدهم، هذا أول ما يبدو لي في هذا الأمر.
ثم أمر آخر ألاحظه:
2- هو أنه لو فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على المسلمين فرضًا بالتصريح، لكان لزامًا عليهم أن يقبلوا به حتى وإن لم ترضى نفوس بعض المسلمين به، فماذا ستكون النتيجة؟
في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كان القوم يخضعون عند الاختلاف إليه، وذلك لمكانته صلى الله عليه وسلم العظيمة في قلب الناس، ولعلمهم بالوحي الذي ينزل عليه، ولليقين الذي في قلوبهم أنه معصوم صلى الله عليه وسلم، أما الآن فإذا تولى أمورهم رجل منهم وليس برسول فمن الطبيعي جدًا أن يحدث اختلاف في الرأي لا يَرُد بوحي لا عصمة، وهنا سيقول الناس هو رجل- أي الخليفة- ونحن رجال، وله رأي ولنا آراء، ففرض رجل على المسلمين دون اختيارهم سيسبب ضعفًا في مكانته لا محالة، أما الخليفة الذي ينتخب انتخابًا حقيقيًا من شعبه وأتباعه فإنه يعطي قوة لا مثيل لها، فالجميع يرضى له والجميع يستمع لرأيه، بل الجميع سيبحث عن المبررات لأفعاله وسيفترض فيه حسن النوايا عند اختلاف الآراء والتباس الأمور، بل قد يفتديه الجميع بأرواحهم، وكيف لا وهم الذين أوتوا به حقيقة إلى هذا المكان.
إذن فالانتخاب الحقيقي الذي قام به المسلمون لأبي بكر أعطى له قوة حقيقية، وقدرة واضحة على إدارة أمور البلاد، وأعطى له شرعية ما كانت لتكسر لحدث طارئ، أو ظرف عابر مهما تعاظم هذا الحدث، ومهما تغيرت الظرف، وقد شاهدنا هذا بأعيننا بعد ذلك في حياة الصديق رضي الله عنه كخليفة، فكم من الأمور التي فعلها والقرارات التي أخذها كانت من الممكن أن لا تلقي هوى في قلوب الناس، أو اقتناعًا في عقولهم، ولكن لكونهم اختاروه على علم، وعلى بصيرة، وثقة في إمكانياته، وإيمانًا بقدراته، فإنهم كانوا ينصاعون لرأيه دون ثورة، أو ضجر، أو تقصير في الاتباع.
3- الأمر الثالث الهام في كون رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرض أبا بكر فرضًا على الأمة: أنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يرسي قاعدة الانتخاب بين المسلمين، فإنه لو عين خليفة تصريحًا من ورائه، لكانت سنة قد تطبق على عموم الأمة بعد ذلك، ولا يبقى أمام كل جيل إلا أن يقبل باستخلاف الخليفة مهما كان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا الجيل الذي معه هو خير القرون وإنه سيأتي أجيال كثيرة أقل منه في القدر والكفاءة، فإن جعل الأمر في يد رجل واحد يستخلف رجلًا آخر لدخلت عوامل الهوى وعوامل عدم الدراية في الاختيار، ولدفعت الأمة بكاملها الثمن، فهو صلى الله عليه وسلم بعدم استخلافه على العكس من ذلك ، قد أرسى سنة أن يجتمع المسلمون ويختارون من بينهم من يصلح لهذا الأمر،
وقد يقول قائل إن أبا بكر رضي الله عنه قد استخلف عمر بن الخطاب دون انتخاب، فالرد على ذلك أنه لن يوجد في أجيال المسلمين من هو في قدر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد استشار كبار الصحابة في هذا الأمر، ولم يكن هناك من بعد أبي بكر مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أنه كانت رغبة واضحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يكون عمر بعد أبي بكر في الخلافة فما أكثر الأحاديث التي رتبت الخليفتين العظمين بهذا الترتيب، وليس المجال هنا لذكرها، ثم- وهذا هو الأهم- لم تصح خلافة عمر، إلا بعد أن بايعه الناس بعد وفاة الصديق رضي الله عنهما، ولو لم يبايعه الناس لوجب اختيار خليفة آخـر يرضى عنه الناس.
ثم مرت الأيام، وقربت منية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقرر أن يجعل الأمر بالانتخاب بين المسلمين، وما أراد أن يستخلف مع علم الجميع أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أفضل الصحابة، بعد العملاقين الكبيرين أبي بكر وعمر، ومع ورود أحاديث كثيرة ترتب عثمان بعد أبي بكر وعمر مباشرة، ومع كون عثمان يزن أمة المسلمين إذا خلا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، مع كل هذا إلا إن عمر بن الخطاب أراد أن يرسي قاعدة الانتخاب، وكان يعلم أن الأمر سيئول إلى عثمان بن عفان لعظم قدره بين الصحابة.
وبالفعل هذا ما حدث، وعندما مر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على كل أهل المدينة يرى من يختارون عثمان أم علي، بعد انسحاب بقية الستة المرشحين للخلافة، وجد إجماعًا من عامة المسلمين إلا قليل القليل على اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه خليفة للمسلمين، المهم أن القاعدة أرسيت وعلمت بذلك طرق اختيار الخليفة في الإسلام، فإما عن طريق الانتخاب، وهذا أفضل، وإما عن طريق الاستخلاف، وهذا جائز، وإن كان لا يكتمل إلا بموافقة الناس.
إذن هذه أمور ثلاثة ذكرناها لعلها تشير إلى حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدم التصريح بخلافة أبي بكر الصديق، وترك ذلك للمسلمين والاكتفاء بالإشارة، هذه الأمور بإيجاز هي:
- إعطاء الفرصة للمسلمين؛ كي يديروا حياتهم بمفردهم دون وحي، واستغلال وجود أفضل جيل على الأرض؛ ليقوم بهذه المهمة لإعطاء القدوة لمن بعدهم.
- إعطاء القوة والشرعية للخليفة المنتخب من قبل شعب المسلمين، بدلًا من فرضه على الناس دون انتخاب حقيقي.
- إرساء قاعدة الانتخاب، وتجنب قاعدة الاستخلاف قدر المستطاع، حيث إن الهوى قد يتحكم بها، وبالذات عند اختفاء الأفذاذ من الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان.
ومع ذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحمته بالأمة، فهو يريد لها ما يصلح شأنها، وبالذات بعد مصيبة وفاته صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم أن خير الأمة سيكون في استخلاف الصديق رضي الله عنه وأرضاه، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يقوم بأمر وسط يمزج فيه بين الاستخلاف وعدم الاستخلاف، ويقدم أمرًا يشبه الاقتراح، وليس الفرض، وبذلك تتحقق قاعدة عدم الاستخلاف، وترسى قاعدة الانتخاب، وفي نفس الوقت ينتخب من أراده صلى الله عليه وسلم، وفي هذا حكمة متناهية وصدق الله العظيم إذ يقول:
[وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى(3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى] {النَّجم:3،4} .
وللحديث بقية Arrow
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://emadghost.yoo7.com
 
آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح 2 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح )
» آبو بكر الصديق (الاستخلاف بين التصريح والتلميح 3 )
» آبو بكر الصديق (شروط الاستخلاف )
» آبو بكر الصديق ( دروس من حياة الصديق - الدرس الأخير )
» آبو بكر الصديق ( دروس من حياة الصديق - الدرس الأخير 2 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انا المسلم :: (`'·.¸ (`'·.¸* إسلاميـات * ¸.·'´) ¸.·'´) :: اصحاب الرسول-
انتقل الى: