انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )
انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )

انا المسلم


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم
أسرة منتدى أنا المسلم تهنئ السادة الأعضاء(مدرين -
مشرفين - أعضاء - زائرين) والأمة الإسلامة
بحلول عيد الفطر المبارك
 
 
 
منتدى أنا المسلم
دقات قلب المرء قائلة له إن العمر دقائق وثواني




https://emadghost.yoo7.com
بسم الله الرحمن الرحيم

تم يحمد الله إفتتاح قسم جديد خاص بأجهزة الريسيفر والدش والكروت والكامات

وأيضاً شفرات ART- SHoWTIME -وإيضاً الجزيرة الرياضية

وسوفت وير جميع إجهزة الريسيفر
      

 

 دور المرأه الاصلاحى (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sara-s
المدير العام
المدير العام
sara-s


انثى
عدد الرسائل : 755
العمر : 40
اعلام البلاد : دور المرأه الاصلاحى (2) Male_e10
 . : يا قارئ كلماتي لا تبكي على موتي ... فاليوم أنا معك وغداً في التراب
نقاط : 708
تاريخ التسجيل : 26/05/2008

دور المرأه الاصلاحى (2) Empty
مُساهمةموضوع: دور المرأه الاصلاحى (2)   دور المرأه الاصلاحى (2) I_icon_minitimeالخميس يوليو 31, 2008 3:30 pm

كما ينبغي مراعاة الوضع الاجتماعيّ والثقافيّ والاقتصاديّ، ففنّ التعامل مع الأغنياء يختلف عن فن التعامل مع الفقراء، والتعامل مع العامّة يختلف عن التعامل مع الخاصّة من أصحاب الثقافة والعلم، أو السياسة والحكم.

والحكمة تقتضي مراعاة الأفراد والجماعات ليكون للعمل الإصلاحيّ أثره، فلا يقال: هذا الدين الذي اعتنقوه فيجب أن يقبلوا ما قيل لهم لأجله بأيّ أسلوب كان؛ لأنّ عرض الدين بهذه الصورة يحقّق المعذرة إلى ربّ العالمين وبراءة الذمّة، لكن هل يجني ثماره الإصلاحيّة؟ غالباً لا، ونحن نريد الحسنيين.

أيضا من الحكمة : اختيار الوقت والمكان المناسبين، حتّى يكون ذلك أدعى لقبول النصح والتوجيه، ولا في مكان غير مناسب، كأن يكون بحضرة أحد؛ لأنّ النصح في الجماعة نوع توبيخ عند البعض فلا يرضى استماعه، كما أنّ من الحكمة أن يكون الموضوع الذي يراد بيانه مناسباً للمقام، فلا يناسب أن يقوم المصلح ببيان أحكام البيع والشراء وما يتبع ذلك من حلال وحرام في عزاء، أو يريد التأثير على الناس بموعظة في حفل زفاف فيتحدّث عن القبر ونعيمه وعذابه وفتنته، ولذا قيل الحكمة :

(فعل ما ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ، في المكان الذي ينبغي ) .

وبالحكمة تحصل النتائج بحول الله وقوته ، وما أجمل ما قال المتنبي في شأنها حين قال :

ووضع الندى في موضع السيف بالفتى مضر كوضع السيف في موضع الندى

وإذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

1) التيسير على الناس وعدم التشديد عليهم، وتبشيرهم وعدم تنفيرهم، فعن أنس - رضي الله عنه- أنّ النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- قال: " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا "قال ابن حجر- رحمه الله- في شرح هذا الحديث : (المراد تأليف قلب من قَرُب إسلامه، وترك التشديد عليه في الابتداء، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطّف ليقبل، وكذلك تعلّم العلم ينبغي أن يكون بالتدرّج؛ لأنّ الشيء إذا كان في ابتدائه سهلاً حبّب إلى من يدخل فيه وتلقّاه بانبساط ، وكانت عاقبته –غالباً- الازدياد، بخلاف ضدّه، والله أعلم ) . أهـ. وكذا يقال فيمن قربت استقامته ليكون لذلك أثره.

2) تحبيب الخير إلى الناس وتبغيض الشرّ، فلا نظن أنّ الإصلاح مجرّد كلمات، ومواعظ، وكتب تنشر، وتحفيظ قرآن، ونحو ذلك فقط ؛ لأنّه من دون أن يحبّب الناس إلى الخير ويشوقون إلى معرفة أحكام دينهم وما يحصل من الأجر بتطبيق هذه الأحكام لن يحرصوا على تعلّمها وتطبيقها، ولذا، ينبغي لمن يقوم بدور الإصلاح في المجتمع أن يتجنّب الجمود والجفاء عند عرض الأحكام، ويحرص على الأسلوب التشويقيّ؛ كما كان هدي النبي – صلّى الله عليه وسلّم- ومن ذلك قوله في الحثّ على إفشاء السلام بين الناس : "ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " .

3) التدرّج في التبليغ ومراعاة الأولويّات والبدء بالأهمّ فالمهمّ، وهذا أصل شرعيّ يدلّ عليه قول النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم- : "إنك تأتي أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم " فأمره بأن يبدأ بالأصول، ثم الفروع والمبادئ العامّة قبل التفصيلات نظراً لحالهم، ومنه يستفاد التدرّج ومراعاة الأولويّات عند تعليم الناس، فيؤمرون بالفروض أوّلاً، ثمّ يحثّون على فعل النوافل، وهكذا، بحسب الحال والحاجة .

وينبغي أن تفقّه من تقوم بدور الإصلاح في المجتمع أنّ الأولويّات ليست واحدة عند جميع الأشخاص وفي جميع الأحوال، فالأولى عند محاولة الإصلاح الذي لا يصلي يختلف عن الأولى عند إصلاح الفاسق المحافظ على الصلاة ، والأولى عند إصلاح الجاهل غير الأولى عند إصلاح المكابر أو المعاند، ولذا، ينبغي أن تكون مريدة الإصلاح على درجة من الذكاء والفطنة وسعة الأفق ما يجعلها تعرف الأولويّات المتّصلة بكلّ فرد ومجتمع وتحاول إصلاحه .

4) مراعاة المصالح والمفاسد عند العمل الإصلاحيّ ، وهذا يكون بعدّة أمور وهي :

أ- تناسب القول والعمل الإصلاحيّ مع عقول الأفراد الذين يراد إصلاحه، وبعبارة أخرى نقول : ينبغي لمن تقوم بدور الإصلاح أن تخاطب من تحاول إصلاحهم من حيث انتهى علمهم لا من حيث انتهى علمها ، فلا تطلب منهم أن يفهموا كما فهمت هي بسرعة، أو ينقادوا كما انقادت؛ لأنّ الأفهام تختلف من شخص لآخر، وكذا الإدراك، ولما ينجم عن الاستعجال في ذلك وعدم مراعاة الفروق الفرديّة والمعرفيّة من آثار سلبية كان اتباع الحكمة كفيلا بعد فضل الله بعدم وقوعها، ولذا، يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- : (ما أنت محدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة) ويقول علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- : (حدّثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ) ؟ قال ابن حجر - رحمه الله- : (وفيه دليل على المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامّة ) ويقول الشافعي -رحمه الله- : (لو كان محمد بن الحسن يكلّمنا على قدر عقله ما فهمنا شيئا ، ولكنّه كان يكلّمنا على قدر عقولنا فنفهمه ) .

ومن ذلك أيضا ترك فعل بعض الأمور الصالحة إذا خشي وقوع مفسدة ، ودليل ذلك أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ترك نقض الكعبة وجعلها على قواعد إبراهيم -عليه السلام- خشية على من حدث إسلامه من قريش، حيث ورد أنّه قال لعائشة : " لولا أنّ قومك حديث عهد بكفر لنقضت الكعبة ، فجعلت لها بابين ، باب يدخل الناس منه ، وباب يخرجون معه " .

قال ابن حجر -رحمه الله- : ( وفي الحديث .. أنّ قريشا كانت تعظّم الكعبة جداً ، فخشي – صلّى الله عليه وسلّم- أن يظنّوا لأجل قرب عهدهم بالإسلام أنّه غيّر بناءها لينفرد بالفخر عليهم في ذلك ، ويستفاد منه ترك المصلحة لأمن الوقوع في المفسدة، ومنه ترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه) . ومن أدلته أيضاً أنّ النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- امتنع من قتل عبدالله بن أبي بن سلول حتى لا يتحدّث الناس أنّ محمّدا يقتل أصحابه .

ب- أن يترك إنكار المنكر إذا كان الإنكار يؤدّي إلى منكر أعظم منه، أو وقوع فتنة بين الناس .

ج - أن يتجنّب أن يكلّف المرء المراد إصلاحه بأعمال عظيمة فيها نفع ثمّ تشقّ عليه فيدعها ، فلا بدّ أن يوازن بين المصلحة و المفسدة ، ويراعي ذلك حتى لا يكون هناك ردة فعل ضد هذا العمل الإصلاحي ، وليتذكر دوما أنّ أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّت .

الأسلوب الثاني : الموعظة الحسنة : ويراد بها : تذكير الإنسان بما يلين قلبه من ثواب وعقاب مع التزام الرفق واللين والبعد عن التأنيب والزجر وفضح الأخطاء .

وهذا الأسلوب له أثره العظيم في النفوس ، إذ مناطه الرفق الذي يهدي النفوس الشاردة ، ويؤلّف القلوب الفاجرة ، ويأتي بخير ممّا يأتي به الزجر والتأنيب والتوبيخ .

ولذا، جاء القرآن الكريم والسنّة النبويّة بالترغيب في فعل الخيرات والترهيب عن فعل المنكرات بأعظم مثال لهذا الأسلوب، لكن ينبغي أن يفقه من يقوم بدور الإصلاح بأنّ الموعظة الحسنة لا تعني الكلام العاطفيّ فحسب، بل يقوم على العلم معه، لكن لما كان العلم وحده لا يكفي لالتزام كافة الناس بالتكاليف الشرعية احتيج إلى ما يحفّز النفوس إلى فعل الفضائل وترك الرذائل بتذكيرهم بالجنة وتخويفهم من النار وأهوال يوم القيامة .

ومن أبلغ أساليب الترغيب غير التذكير بالجنة : أسلوب النداء ، وإثارة العاطفة ، وألفاظ التكريم ، ومن أمثلتها : أن تقولي لصغيرة تفعل منكرا : يا بنيّتي لا تفعلي كذا فإنّه حرام ، ولامرأة كبيرة : ياوالدة أو يا خالة احرصي على كذا ، ولأحد أبنائك إذا ألمّ بذنب : ياعزيز نفسي ويا قرة عيني ، إني أشفق عليك ، فلم تفعل كذا ؟ وقد ورد هذا الأسلوب في كتاب الله ، فهذا نوح -عليه السلام- ينهى ابنه عن الهلاك مع القوم الظالمين ، فيقول له :} يابني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين { وهذا إبراهيم -عليه السلام- يستثير في أبيه عاطفة الأبوّة عند نصحه عن عبادة الأصنام بتكرار لفظة : (ياأبت) قال تعالى : }واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أ بت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك . . . يا أبت لا تعبد الشيطان . . . يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن . .{ ولكن للأسف صمّ الكفر سماع هذا النداء سماع قبول نداء وانتفاع .

الأسلوب الثالث : المجادلة بالتي هي أحسن :

الجدل هو الخصومة ، والله تعالى قال لنبيه : }وجادلهم بالتي هي أحسن{ فقيد المجادلة بالحسنى ، فيكون معناها حينئذ : الخصومة والمنازعة في البيان والكلام لإلزام الخصم بإبطال ما ادعاه وإثبات دعوى المتكلّم بالأسلوب الحسن الرصين المقنع والطريقة الجذابة والمناهج المتنوعة والحجة الرائعة وفق مقتضيات الحال ، وما يوصل إلى المطلوب بأقرب طريق .

والمجادلة أسلوب ضروري مع خصوم الإصلاح والحق على اختلاف انتماءاتهم العقدية والعملية حتى يوفقهم المصلح على الحقيقة الناصعة ، أما مع أصحاب المخالفات الشرعية اتباعا للهوى أو عن جهل فينبغي ألا تكون إلا عند الضرورة القصوى؛ لأنّ الناس بطبيعتهم يكرهون الجدل ويحبون البعد عنه ، والنبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- حثّ على البعد عنه ، فقال : "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا " ويمكن أن يعتاض عنه باستخراج الكوامن الطيبة في الإنسان واستغلالها .

الأسلوب الرابع : التصوير : إمّا بضرب الأمثال كقوله تعالى في تحريم الغيبة :} أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه{ أو بالقصص واستنباط ما فيها من عبر و دروس للاستفادة منها ، وهذا الأسلوب يتّسم بقوّة التأثير على الناس لما فيه من عرض لحقائق وبيانها من ناحية الإثارة والتشويق؛ وذلك بتصوير الأمر؛ إمّا بصورة محبّبة للنفس لتمتثلها ، أو مكروهة لتجتنبها .

الأسلوب الخامس : التوكيد بكثرة تكرار الأمر : حتى يلفت النظر والفكر والاهتمام إليه فيلج القلب ويكون لذلك أثره وهو يكون إما بتكرار اللفظ أو بتكرار الجملة كقوله تعالى : }فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا { أو بتكرار الحادثة كقصة موسى عليه السلام مع فرعون .

الأسلوب السادس : الاستفهام بأنواعه المختلفة : التقريري كقوله تعالى : }أليس الله بأحكم الحاكمين {والإنكاري كقوله تعالى :} قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حلالا وحراما قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون { والتشويقي كقول النبي – صلّى الله عليه وسلّم-: "ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " .

ثانيا : الإعداد الاجتماعي : مفهومه تهيئة الجو الملائم في المجتمع للتخلق بأخلاق الإسلام الاجتماعية بعامة يقبل الإصلاح ، والخاصة بأخلاق المصلحين ليكون أفراد المجتمع على أخلاق وصفات تهيؤهم للقيام بدور الإصلاح بصورة يكون لها قبولها عند أفراد المجتمع ، وذلك أن الإصلاح عمل اتصالي للناس جميعا بمختلف مستوياتهم ومشاربهم وصفاتهم ، والإعداد الاجتماعي للمرأة المصلحة يكون بما يلي :

أ – اختيار الرجل الصالح للزوجة الصالحة التي تعينه على طاعة الله ، والقيام بالدور الإصلاحي في مجتمعه . كما تتعاون معه في تربية أبنائهما الذكور والإناث تربية صحيحة تعينهم على طاعة الله تعالى ، وتهيؤهم للقيام بالدور الإصلاحي في مجتمعهم ، وكذا بالنسبة للمرأة الصالحة حتى يعينها الزوج الصالح على القيام بهذاا لدور العظيم في مجتمعها ولا يمنعها منه ، كما يعينها على تربية أبنائها ذكورا وإناثا تربية تهيؤهم للقيام بهذا الواجب الإصلاحي ، وهكذا تتأسس باجتماعهما أسرة مسلمة تحمل هذا الهم وتدعو للقيام به .

ب- التنشئة الاجتماعية الصحيحة للقيام بالدور الإصلاحي ، ويقصد بذلك :

التفاعل الاجتماعي الذي يكسب المرأة شخصيتها الاجتماعية الإصلاحية من خلال تربية الطفلة على القيام بهذا الدور منذ صغرها وتدريبها على ذلك كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والتوجيه مع من تخالطهم من الصديقات والأقارب لما لذلك من أثر عظيم في تكوين شخصيتها الإصلاحية والشعور بالاعتماد على النفس ، والاستقلال الفكري ولا تتأثر بمن حولهم والإحساس بالمجتمع ومشكلاته والمساهمة في حلها فيكون عندها مناعة من داء السلبية القاتلة ، وقد جرب هذا التدريب فلوحظ أن له ثمارا عظيمة على الطفلة في صغرها وبعد ذلك، كما كان له أثره على من حوله ، مما يدل على أهميته وبخلاف ما لو تم توجيه الطفلة وجهة مغايرة كأن يعد هذا تطفلا وفضولا ، فماذا سيكون أثره عليها وعلى المجتمع المسلم بعد ذلك .

ونظرا لأهمية هذا النوع من التدريب ينبغي أن توجه له جميع محاضن التربية الاجتماعية ، كل بحسب إمكاناته (الأسرة ، والمدرسة ، والحي ، والأقارب ، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ) .

ولا يخفى أن القيام بهذا الدور العظيم لا يأتي إلا بأن تكون المرأة صالحة في نفسها ، وواعية لضرورة الإصلاح في مجتمعها وهذا إنما يكون عن طريق التنشئة الاجتماعية الصحيحة .

سبل التنشئة الاجتماعية الصحيحة : لها عدة سبل ، أشهرها ما يلي :

أ – أن يغرس في النشء ضرورة الاستقامة والقيام بدور الإصلاح في حياة الناس عن طريق المحاضرات والندوات والكلمات الصادقة والمقالات الهادفة ، والقصص التي تبين المقصود من القريب والبعيد .

ب- تدريب النشء على القيام بالدور الإصلاحي بجميع أنواعه (نصح ، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، وكلمة ، وكتابة وغير ذلك ) في مجتمعه بالتدريج .

فتبدأ الصغيرة مثلا بوسطها الأسري فإذا لوحظ أن عندها قدرة وإجادة انتقلنا بها إلى المحيط المدرسي مع الزميلات ، فإذا رأينا منها إتقانا ومهارة انتقلنا بعملها إلى محيط أوسع كالمجتمع مع ضرورة المتابعة والتوجيه والإرشاد والتشجيع طيلة هذه الخطوات ، حتى يستقيم عمودها ويصلب عودها .

ج – تربية النشء طيلة هذه المسيرة على سلوكيات وصفات وقناعات لابد منها لمن يقوم بدور الإصلاح في المجتمع لأن الإصلاح عمل اتصالي للناس ، ومن هنا تظهر الحاجة إلى الاتصاف بهذه السلوكيات وحمل هذه القناعات ، وفي ما يلي أهمها :

1) الشعور بأن الاستقامة ضرورة لجميع أفراد المجتمع ، ولذا فإن توجيه العمل الإصلاحي حق لجميعهم ، وينتج هذا من فهم أن الإسلام مطالب به الناس جميعا على اختلاف أناسهم ومجتمعاتهم ومواقعهم ولغاتهم وألوانهم من واقع فهمهم لعموم رسالة الإسلام ، فيدخل في ذلك الكافر حتى يسلم والمسلم حتى يزداد التزاما بالإسلام ، فإن تزاحمت الأمور قدم من عنده قبول ، فإن تساووا قدم من بهدايته نفع للمسلمين .

2) فقه الواقع بما فيه من مشكلات وقضايا وعادات وتقاليد تخالف الشرع وتحتاج لإصلاح؛ حتى يوليها عناية خاصة ، ويحضر لها مسبقا .

3) الصدق مع الناس والأمانة في النقل ، فلا يزيد ولا ينقص ولا يحرف حتى يشق به من حوله ويطمئنون إليه ويقبلون منه ، كما يجب أن يكون صادقا مع نفسه فلا يخالف قوله عمله في السر والعلن ، ليكون له قبوله عند مجتمعه .

4) القدوة الحسنة ؛ لأن القدوة أبلغ أثرا من الكلام ، فالسلوك الصامت كثيرا ما يجذب ويؤثر أكثر من مئات الكتب وعشرات الخطب ، يقول سيد قطب - رحمه الله- في كتابه القيم (الإسلام ومشكلات الحضارة ) : (إن البشرية لا تستجيب لمنهج مقروء ، ولا لمنهج مسموع ، ولا لمنهج موصوف ، وإنما تستجيب حينما ترى هذا المنهج حيا تدب فيه الحياة في مجتمع من البشر ، وإن صورة من صور الإسلام الحركية تغني عن آلاف المصاحف وآلاف الكتب وآلاف الأشرطة لتوسيع نطاق هذه الدعوة ) أهـ.

لذا، ينبغي أن تكون المصلحة ترجمانا حيا لما تريد أن يكون عليه مجتمعها من الصلاح والوعي؛ لأن الناس لا يقبلون من مصلحة لا تبدأ بنفسها ، وما أجمل قول الشاعر :

تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا كيما يصح به وأنت عليل .

ياأيها الرجل المعلم غيره هلا كان لنفسك التعليم .

إن المرء إذا استطاع أن يتجاوز ميدان نفسه ، واستطاع أن يقهر بإرادته شهوات نفسه فهو على غيره أقدر ، وإن ضعف عنها وعجز فهو على غيرها أضعف وأعجز .

5) الأسلوب الحسن وهو أمر ضروري حتى يقبل الناس من المرأة المصلحة ، فإن تعليم الإسلام كلها حسنة ، لكن إن كان القالب الذي تقدم فيه حسنا قبلتها النفوس وإلا نفرت منها إلا من حكم عقله ووفقه الله ، والأسلوب الحسن يمكن اكتسابه عن طريق القراءة والتجربة ومجالسة أهل الفن من العلماء والأدباء ، وينبغي ألا تغفل المرأة المسلمة عن أثر الكلمة الطيبة والمنمقة في تجميل المعنى وتحبيبه إلى النفوس ، وقد قال النبي – صلّى الله عليه وسلّم-: "إن من البيان لسحرا " . وقديما قالت العرب في شعرها :

في زخرف القول تزيين لباطله والحق قد يعتريه سوء تعبير

تقول هذا مجاج النحل تمدحه وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير

ذما ومدحا وما جاوزت وصفهما حسن البيان يواري الظلماء كالنور

6) مراعاة الأحوال ؛ لأن الأحوال تختلف ، وتبعا لاختلافها يجب أن تختلف طريقة الإصلاح وأسلوبه حتى يكون له قبوله وأثره ، ومن تلك الأحوال :

أ‌- اختلاف الرتب والمكانة ، كالموظفة مع مديرتها ، والطالبة مع معلمتها ، والمريضة مع طبيبتها ونحو ذلك ، فكلما كانت المرأة المصلحة أعلى رتبة ممن تريد إصلاحها كلما كانت العملية أيسر ، وكلما كانت أقل كانت أصعب ، وهنا تحتاج أن تبحث عن المدخل والأسلوب المناسبين .

ب‌- الدرجة العملية ، ففرق بين إيضاح مسألة ما لعامية عن مثقفة ، كما أن المثقفات درجات ؛ لذا ينبغي أن تخاطب المرأة المصلحة كل واحدة منهن بالمنطق الذي يناسبها .

ج- اختلاف النفسيات، فهناك النفسية الهينة اللينة التي تقبل مباشرة ، وهناك الهشة التي لا تحتمل أن تسمع آيات الوعيد ، وهناك الصلبة التي تحتاج لتفكير مسبق ممن يقوم بدور الإصلاح حتى يختار الأسلوب المناسب والدليل الذي يحقق الغرض مباشرة .

د- المستوى العقلي؛ ففرق بين إيضاح مسألة ما لامرأة تتسم بالذكاء والفطنة وأخرى متوسطة الذكاء أو دون ذلك

هـ - الظروف الصحية؛ ففرق بين الصحيح المعافى والمريض المرهق ، إذ قد لا يحتمل التطويل في البيان ، ولا يحتمل التأنيب بخلاف المعافى .

و- الأعراف والعادات والتقاليد ؛ لأنها تختلف من بلد لآخر ، وتشق مخالفتها على أهل البوادي خاصة .

دور المرأه الاصلاحى (2) 12611300ab9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور المرأه الاصلاحى (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دور المرأه الاصلاحى 3
» دور المرأه الاصلاحى (1)
» متى تضيع انوثة المرأه
» كيف تعيش المرأه يوما من رمضان......؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انا المسلم :: (`'·.¸ (`'·.¸* القسم النسائي * ¸.·'´) ¸.·'´) :: الدردشة النسائي-
انتقل الى: