قال ابن المقفع
على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الأخلاق وفي الآداب، فيجمع ذلك كلّه في صدره، أو في كتاب، ثم يكثر عرضه على نفسه، ويكلّفها إصلاحه، ويوظّف ذلك عليها توظيفاً من إصلاح الخلّة والخلتين والخلال في اليوم أو الجمعة أو الشهر. فكلّما أصلح شيئاً محاه، وكلّما نظر إلى محو استبشر، وكلّما نظر إلى ثابت اكتأب).
الإنسان اجتماعيّ بطبعه، يأنس إلى الخلطة والمصاحبة والاجتماع بالآخرين، ولا تكون العلاقة ممتعة مؤنسة إلا إذا كانت قائمة على المودّة والمحبّة وحسن التعامل، والناس فيما بينهم يتفاوتون في مهارات التعامل. إلا أنّ إجادة التعامل مع الآخرين مهارة يمكن تعلّمها وتحسينها. ولأجل ذلك جمع "ماجد العوشن" أربعمائة ونيف تلميحاً تربويّاً صاغها بأسلوب مبسّط مباشر في كتيّب خفيف لطيف من الحجم الصغير جداً يمتاز بتصميمه الرائع، تشوّقك طريقة تقديمه إلى مصافحته حتّى النهاية، حيث أفرد كلّ صفحة بتلميح وحيد ليكون أدعى لترسيخه في العقل الباطن لاستدعائه عند احتياجه. تلك التلميحات على تنوّع مشاربها نجدها تشترك في مصدرها، إذ هي في أصلها مستقاة من ديننا الإسلاميّ الذي يدعو إلى حسن الخلق، ويرغّب فيه، فجميعها مقتبسة من كتاب دليلك للتعامل مع الناس (فنون التعامل البشريّة في ضوء السيرة النبويّة) لنفس المؤلّف. وللحصول على أقصى استفادة من هذا المصنّف عليك تطبيق مقولة ابن المقفع فتختار عدداً من المهارات التي تفتقدها، وتلزم نفسك على تطبيقها، وتستمتع بمراقبة تقدّمك في تهذيب نفسك.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه *** ففي صالح الأخلاق نفسك فاجعل