انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )
انا المسلم
الرجاء تسجيل الدخول (مع تحيات منتدى انا المسلم )

انا المسلم


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم
أسرة منتدى أنا المسلم تهنئ السادة الأعضاء(مدرين -
مشرفين - أعضاء - زائرين) والأمة الإسلامة
بحلول عيد الفطر المبارك
 
 
 
منتدى أنا المسلم
دقات قلب المرء قائلة له إن العمر دقائق وثواني




https://emadghost.yoo7.com
بسم الله الرحمن الرحيم

تم يحمد الله إفتتاح قسم جديد خاص بأجهزة الريسيفر والدش والكروت والكامات

وأيضاً شفرات ART- SHoWTIME -وإيضاً الجزيرة الرياضية

وسوفت وير جميع إجهزة الريسيفر
      

 

 النشاط العسكري بين بدر وأحد (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر
عدد الرسائل : 595
العمر : 42
الموقع : https://emadghost.yoo7.com
المزاج : رايق
 . : النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) 15781610
نقاط : 311
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) Empty
مُساهمةموضوع: النشاط العسكري بين بدر وأحد (1)   النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 08, 2008 10:38 am

النشاط العسكري بين بدر وأحد

إن معركة بدر كانت أول لقاء مسلح بين المسلمين والمشركين ، وكانت معركة فاصلة أكسبت المسلمين نصراً حاسماً شهد له العرب قاطبة ‏.‏ والذين كانوا أشد استياء لنتائج هذه المعركة هم أولئك الذين منوا بخسائر فادحة مباشرة ، وهم المشركون ، أو الذين كانوا يرون عزة المسلمين وغلبتهم ضرباً قاصماً على كيانهم الديني والاقتصادي ، وهم اليهود ‏.‏

فمنذ أن انتصر المسلمون في معركة بدر كان هذان الفريقان يحترقان غيظاً وحنقًا على المسلمين ‏"‏لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ‏ "‏ ‏[‏المائدة‏:‏82‏] ‏، وكانت في المدينة بطانة للفريقين دخلوا في الإسلام حين لم يبق مجال لعزهم إلا في الإسلام، وهم عبد الله بن أبي وأصحابه، ولم تكن هذه الفرقة الثالثة أقل غيظاً من الأوليين‏ .‏

وكانت هناك فرقة رابعة ، وهم البدو الضاربون حول المدينة ، لم يكن يهمهم مسألة الكفر والإيمان ، ولكنهم كانوا أصحاب سلب ونهب، فأخذهم القلق، واضطربوا لهذا الانتصار، وخافوا أن تقوم في المدينة دولة قوية تحول بينهم وبين اكتساب قوتهم عن طريق السلب والنهب، فجعلوا يحقدون على المسلمين وصاروا لهم أعداء‏ .‏
وتبين بهذا أن الانتصار في بدر كما كان سبباً لشوكة المسلمين وعزهم وكرامتهم كذلك كان سبباً لحقد جهات متعددة، وكان من الطبيعي أن يتبع كل فريق ما يراه كفيلاً لإيصاله إلى غايته‏.‏

فبينما كانت المدينة وما حولها تظاهر بالإسلام، وتأخذ في طريق المؤامرات والدسائس الخفية كانت فرقة من اليهود تعلن بالعداوة، وتكاشف عن الحقد والغيظ، وكانت مكة تهدد بالضرب القاصم، وتعلن بأخذ الثأر والنقمة، وتهتم بالتعبئة العامة جهاراً، وترسل إلى المسلمين بلسان حالها، تقول‏:‏

ولا بد من يوم أغرّ مُحَجَّل يطول استماعي بعده للنوادب

وفعلاً فقد قادت غزوة قاصمة إلى أسوار المدينة عرفت في التاريخ بغزوة أحد ، والتي كان لها أثر سيئ على سمعة المسلمين وهيبتهم‏ .

غزوة بني سليم بالكدر

أول ما نقلت استخبارات المدينة إلى النبي(صلى الله عليه وسلم) بعد بدر أن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة ، فباغتهم النبي(صلى الله عليه وسلم) في مائتي راكب في عقر دراهم، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له‏:‏ الكُدْر‏.‏
ففر بنو سليم، وتركوا في الوادي خمسمائة بعير استولي عليها جيش المدينة ، وقسمها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بعد إخراج الخمس فأصاب كل رجل بعيرين ، وأصاب غلاما يقال له ‏:‏ ‏( ‏يسار ‏)‏ فأعتقه ‏.‏
وأقام النبي(صلى الله عليه وسلم) في ديارهم ثلاثة أيام ، ثم رجع إلى المدينة‏ .‏
وكانت هذه الغزوة في شوال سنة 2 هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام ، أوفي المحرم للنصف منه ، واستخلف في هذه الغزوة على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطَة ‏.‏ وقيل ‏:‏ ابن أم مكتوم ‏.‏

مؤامرة لاغتيال النبي(صلى الله عليه وسلم)

كان من أثر هزيمة المشركين في وقعة بدر أن استشاطوا غضباً، وجعلت مكة تغلي كالمِرْجَل ضد النبي(صلى الله عليه وسلم) ، حتى تآمر بطلان من أبطالها أن يقضوا على مبدأ هذا الخلاف والشقاق ومثار هذا الذل والهوان في زعمهم ، وهو النبي(صلى الله عليه وسلم) ‏.‏
جلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن أمية في الحِجْر بعد وقعة بدر بيسير ـ وكان عمير من شياطين قريش ممن كان يؤذي النبي(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه وهم بمكة ـ وكان ابنه وهب بن عمير في أساري بدر، فذكر أصحاب القَلِيب ومصابهم ، فقال صفوان ‏:‏ والله إن في العيش بعدهم خير ‏.‏
قال له عمير‏:‏ صدقت واللّه، أما واللّه لولا دَيْن علي ليس له عندي قضاء ، وعيال أخشي عليهم الضَّيْعةَ بعدي لركبتُ إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قِبَلَهُمْ عِلَّةً ، ابني أسير في أيديهم‏ .‏

فاغتنمها صفوان وقال ‏:‏ على دينك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالك مع عيإلى ، أواسيهم ما بقوا ، لا يسعني شيء ويعجز عنهم ‏.‏
فقال له عمير ‏:‏ فاكتم عني شأني وشأنك ‏.‏ قال‏:‏ أفعل ‏.‏
ثم أمر عمير بسيفه فشُحِذَ له وسُمَّ ، ثم انطلق حتى قدم به المدينة ، فبينما هو على باب المسجد ينيخ راحلته رآه عمر بن الخطاب ـ وهو في نفر من المسلمين يتحدثون ما أكرمهم الله به يوم بدر ـ فقال عمر‏:‏ هذا الكلب عدو الله عمير ما جاء إلا لشر‏.‏ ثم دخل على النبي(صلى الله عليه وسلم) ، فقال‏:‏ يا نبي الله، هذا عدو الله عمير قد جاء متوشحاً سيفه ، قال‏:‏ ‏( ‏فأدخله علي‏ )‏ ، فأقبل إلى عمير فلَبَّبَهُ بحَمَالة سيفه ، وقال لرجال من الأنصار ‏:‏ ادخلوا على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون ، ثم دخل به، فلما رآه رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ـ وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه ـ قال ‏:‏ ‏" ‏أرسله يا عمر، ادن يا عمير "‏، فدنا وقال‏ :‏ أنْعِمُوا صباحاً ، فقال النبي(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏" ‏قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة‏ "‏‏.‏
ثم قال ‏:‏ ‏" ‏ما جاء بك يا عمير ‏‏؟ ‏"
قال‏ :‏ جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم ، فأحسنوا فيه‏ .‏
قال ‏:‏ ‏" ‏فما بال السيف في عنقك‏ ؟ "‏
قال ‏: ‏قبحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنا شيئاً ‏؟‏
قال ‏:‏ "‏اصدقني ، ما الذي جئت له "‏
قال ‏:‏ ما جئت إلا لذلك ‏.‏
قال ‏:‏ "‏بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية في الحِجْر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت ‏:‏ لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فتحمل صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني ، والله حائل بينك وبين ذلك "‏‏.‏
قال عمير ‏:‏ أشهد أنك رسول الله ، قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله ، فالحمد لله الذي هداني للإسلام ، وساقني هذا المساق ، ثم تشهد شهادة الحق ‏.‏ فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏" ‏فقهوا أخاكم في دينه، وأقرئوه القرآن، وأطلقوا له أسيره‏ "‏‏.‏


وأما صفوان فكان يقول‏:‏ أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر‏.‏ وكان يسأل الركبان عن عمير، حتى أخبره راكب عن إسلامه فحلف صفوان ألا يكلمه أبدًا ، ولا ينفعه بنفع أبداً ‏.‏
ورجع عمير إلى مكة وأقام بها يدعو إلى الإسلام ، فأسلم على يديه ناس كثير ‏.‏
أخرجه الطبراني في الكبير(17/رقم120) وقال الهيثمي في المجمع : ورجاله رجال الصحيح


غزوة بني قينقاع

قدمنا بنود المعاهدة التي عقدها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) مع اليهود ، وقد كان حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جاء في هذه المعاهدة ، وفعلاً لم يأت من المسلمين ما يخالف حرفاً واحداً من نصوصها ‏.‏
ولكن اليهود الذين ملأوا تاريخهم بالغدر والخيانة ونكث العهود ، لم يلبثوا أن تمشوا مع طبائعهم القديمة ، وأخذوا في طريق الدس والمؤامرة والتحريش وإثارة القلق والاضطراب في صفوف المسلمين‏ .


نموذج من مكيدة اليهود

قال ابن إسحاق‏:‏ مر شاس بن قيس ـ وكان شيخاً ‏[ ‏يهودياً ‏]‏ قد عسا ، عظيم الكفر ، شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم ، يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من ألفتهم وجماعتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام ، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية ، فقال ‏:‏ قد اجتمع ملأ بني قَيْلَةَ بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمر فتي شاباً من يهود كان معه ، فقال ‏:‏ اعمد إليهم ، فاجلس معهم ، ثم اذكر يوم بُعَاث وما كان من قبله ، وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، ففعل ، فتكلم القوم عند ذلك ، وتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا ، ثم قال أحدهما لصاحبه ‏:‏ إن شئتم رددناها الآن جَذَعَة ـ يعني الاستعداد لإحياء الحرب الأهلية التي كانت بينهم ـ وغضب الفريقان جميعاً ، وقالوا‏ :‏ قد فعلنا ، موعدكم الظاهرة ـ والظاهرة ‏:‏ الحَرَّة ـ السلاح السلاح ، فخرجوا إليها ‏[ ‏وكادت تنشب الحرب‏ ] ‏‏.‏

فبلغ ذلك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فخرج إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين حتى جاءهم فقال ‏:‏ "‏يا معشر المسلمين ، الله الله ، أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام ، وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر وألف بين قلوبكم "‏ ابن هشام (1/556،555) وابن جرير (4/23)
فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان ، وكيد من عدوهم ، فبكوا ، وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً ، ثم انصرفوا مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس ‏.‏

هذا نموذج مما كان اليهود يفعلونه ويحاولونه من إثارة القلاقل والفتن في المسلمين ، وإقامة العراقيل في سبيل الدعوة الإسلامية ، وقد كانت لهم خطط شتي في هذا السبيل ‏.‏ فكانوا يبثون الدعايات الكاذبة ، ويؤمنون وجه النهار ، ثم يكفرون آخره ، ليزرعوا بذور الشك في قلوب الضعفاء ، وكانوا يضيقون سبل المعيشة على من آمن إن كان لهم به ارتباط مالي ، فإن كان لهم عليه يتقاضونه صباح مساء ، وإن كان له عليهم يأكلونـه بالباطل ، ويمتنعون عن أدائه وكانوا يقولون ‏:‏ إنما كان علينا قرضك حينما كنت على دين آبائك ، فأما إذ صبوت فليس لك علينا من سبيل ‏.‏

كانوا يفعلون كل ذلك قبل بدر على رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يصبرون على كل ذلك ، حرصاً على رشدهم ، وعلى بسط الأمن والسلام في المنطقة ‏.‏

بنو قينقاع ينقضون العهد

لكنهم لما رأوا أن الله قد نصر المؤمنين نصراً مؤزراً في ميدان بدر ، وأنهم قد صارت لهم عزة وشوكة وهيبة في قلوب القاصي والداني‏.‏ تميزت قدر غيظهم، وكاشفوا بالشر والعداوة، وجاهروا بالبغي والأذى ‏.‏
وكان أعظمهم حقداً وأكبرهم شراً كعب بن الأشرف ـ وسيأتي ذكره ـ كما أن شر طائفة من طوائفهم الثلاث هم يهود بني قينقاع ، كانوا يسكنون داخل المدينة ـ في حي باسمهم ـ وكانوا صاغة وحدادين وصناع الظروف والأواني ، ولأجل هذه الحرف كانت قد توفرت لكل رجل منهم آلات الحرب ، وكان عدد المقاتلين فيهم سبعمائة ، وكانوا أشجع يهود المدينة ، وكانوا أول من نكث العهد والميثاق من اليهود ‏.‏

فلما فتح الله للمسلمين في بدر اشتد طغيانهم ، وتوسعوا في تحرشاتهم واستفزازاتهم ، فكانوا يثيرون الشغب ، ويتعرضون بالسخرية ، ويواجهون بالأذى كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم ‏.‏
وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم ، جمعهم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدى ، وحـذرهم مغـبة البغـي والـعدوان ، ولكنهم ازدادوا في شرهم وغطرستهم ‏.‏

روي أبو داود وغيره، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ‏:‏ لما أصاب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قريشاً يوم بدر ، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع ‏.‏ فقال ‏:‏ ‏" ‏يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً‏ "‏‏.‏ قالوا ‏: ‏يا محمد ، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال ، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس ، وأنك لم تلق مثلنا ، فأنزل الله تعالى ‏:‏ "‏قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ‏ "‏ ‏[‏آل عمران 12، 13‏]‏‏.‏ وضعف إسناده الألباني ضعيف أبي داود (3001)

كان في معني ما أجاب به بنو قينقاع هو الإعلان السافر عن الحرب ، ولكن كظم النبي(صلى الله عليه وسلم) غيظه ، وصبر المسلمون ، وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالي والأيام ‏.‏
وازداد اليهود ـ من بني قينقاع ـ جراءة ، فقلما لبثوا أن أثاروا في المدينة قلقاً واضطراباً ، وسعوا إلى حتفهم بظلفهم ، وسدوا على أنفسهم أبواب الحياة ‏.‏
روى ابن هشام عن أبي عون ‏:‏ أن امرأة من العرب قدمت بجَلَبٍ لها، فباعته في سوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها ، فأبت ، فَعَمَد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ـ وهي غافلة ـ فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا بها فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله ـ وكان يهودياً ـ فشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع ‏.‏

الحصار ثم التسليم ثم الجلاء

وحينئذ عِيلَ صبر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فاستخلف على المدينة أبا لُبَابة بن عبد المنذر ، وأعطي لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب ، وسار بجنود الله إلى بني قينقاع ، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم ، فحاصرهم أشد الحصار ، وكان ذلك يوم السبت للنصف من شوال سنة 2 هـ ، ودام الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ـ إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم أنزله عليهم وقذفه في قلوبهم ـ فنزلوا على حكم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكتفوا‏ .‏


وحينئذ قام عبد الله بن أبي بن سلول بدور نفاقه ، فألح على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أن يصدر عنهم العفو ، فقال ‏:‏ يا محمد ، أحسن فـي موالي ـ وكـان بنـو قينـقاع حلفـاء الخزرج ـ فأبطأ عليه رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فكرر ابن أبي مقالته فأعرض عنه ، فأدخل يده في جيب درعه ، فقال له رسول اللَّّه(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏(‏ أرسلني ‏)‏ ، وغضب حتى رأوا لوجهه ظُللاً ، ثم قال ‏:‏ ‏( ‏ويحك ، أرسلني‏ ) ‏‏.‏ ولكن المنافق مضى على إصراره وقال ‏:‏ لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ‏؟‏ إني والله امرؤ أخشي الدوائر ‏.‏

وعامل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) هذا المنافق ـ الذي لم يكن مضي على إظهار إسلامه إلا نحو شهر واحد فحسب ـ عامله بالمراعاة ،‏ فوهبهم له ، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها ، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام ، فقل أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم ‏.‏
وقبض رسول الله(صلى الله عليه وسلم) منهم أموالهم ، فأخذ منها ثلاث قِسِي ودرعين وثلاثة أسياف وثلاثة رماح ، وخمس غنائمهم ، وكان الذي تولي جمع الغنائم محمد بن مسلمة ‏.

غزوة السويق

بينما كان صفوان بن أمية واليهود والمنافقون يقومون بمؤامراتهم وعملياتهم ، كان أبو سفيان يفكر في عمل قليل المغارم ظاهر الأثر ، يتعجل به ، ليحفظ مكانة قومه ، ويبرز ما لديهم من قوة ، وكان قد نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمداً ، فخرج في مائتي راكب ليبِرَّ يمينه ، حتى نزل بصدْر قَناة إلى جبل يقال له‏ :‏ ثَيبٌ ، من المدينة على بَرِيد أو نحوه ، ولكنه لم يجرؤ على مهاجمة المدينة جهاراً ، فقام بعمل هو أشبه بأعمال القرصنة ، فإنه دخل في ضواحي المدينة في الليل مستخفياً تحت جنح الظلام ، فأتي حيي بن أخطب ، فاستفتح بابه ، فأبى وخاف ، فانصرف إلى سَلاَّم بن مِشْكَم سيد بنِي النضير ، وصاحب كنزهم إذ ذاك ، فاستأذن عليه فأذن ، فَقَرَاه وسقاه الخمر ، وبَطَن له من خبر الناس ، ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتي أصحابه ، فبعث مفرزة منهم ، فأغارت على ناحية من المدينة يقال لها ‏:‏ ‏[ ‏العُرَيض‏ ] ‏، فقطعوا وأحرقوا هناك أصْْوَارًا من النخل ، ووجدوا رجلاً من الأنصار وحليفاً له في حرث لهما فقتلوهما ، وفروا راجعين إلى مكة ‏.‏

وبلغ رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) الخبر ، فسارع لمطاردة أبي سفيان وأصحابه ، ولكنهم فروا ببالغ السرعة ، وطرحوا سويقاً كثيراً من أزوادهم وتمويناتهم ، يتخففون به ، فتمكنوا من الإفلات ، وبلغ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إلى قَرْقَرَةِِ الكُدْر ، ثم انصرف راجعاً‏ ، وحمل المسلمون ما طرحه الكفار من سويقهم ، وسموا هذه المناوشة بغزوة السويق ‏.‏ وقد وقعت في ذي الحجة سنة 2 هـ بعد بدر بشهرين ، واستعمل على المدينة في هذه الغزوة أبا لبابة بن عبد المنذر ‏.‏

غزوة ذي أمر

وهي أكبر حملة عسكرية قادها رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قبل معركة أحد ، قادها في المحرم سنة 3 هـ ‏.‏
وسببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) أن جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمعوا ، يريدون الإغارة على أطراف المدينة ، فندب رسول الله(صلى الله عليه وسلم) المسلمين ، وخرج في أربعمائة وخمسين مقاتلاً ما بين راكب وراجل ، واستخلف على المدينة عثمان بن عفان ‏.‏
وفي أثناء الطريق قبضوا على رجل يقال له ‏:‏ جُبَار من بني ثعلبة ، فأدخل على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فدعاه إلى الإسلام فأسلم ، فضمه إلى بلال ، وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرض العدو ‏.‏
وتفرق الأعداء في رؤوس الجبال حين سمعوا بقدوم جيش المدينة ‏.‏ أما النبي(صلى الله عليه وسلم) فقد وصل بجيشه إلى مكان تجمعهم ، وهو الماء المسمي ‏[ ‏بذي أمر ‏]‏ فأقام هناك صفراً كله ـ من سنة 3 هـ ـ أو قريباً من ذلك ، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين ، ويستولي عليهم الرعب والرهبة ، ثم رجح إلى المدينة‏ .‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://emadghost.yoo7.com
sara-s
المدير العام
المدير العام
sara-s


انثى
عدد الرسائل : 755
العمر : 40
اعلام البلاد : النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) Male_e10
 . : يا قارئ كلماتي لا تبكي على موتي ... فاليوم أنا معك وغداً في التراب
نقاط : 708
تاريخ التسجيل : 26/05/2008

النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: النشاط العسكري بين بدر وأحد (1)   النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) I_icon_minitimeالخميس يوليو 31, 2008 2:59 pm

النشاط العسكري بين بدر وأحد (1) Get-7-2008-do7a_com_t68u480j
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النشاط العسكري بين بدر وأحد (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النشاط العسكري بين بدر وأحد (2)
» معركة مؤتة - سرية ذات السلاسل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
انا المسلم :: (`'·.¸ (`'·.¸* إسلاميـات * ¸.·'´) ¸.·'´) :: غزوات الرسول-
انتقل الى: