ما الحِكمة من تقديم الرِجل اليمين حين دخول المسجد
السؤال
السلام عليكم
سؤال شيخنا الكريم
هل صحيح مثل هذا الكلام شيخنا الكريم ؟؟ , حيث نشر في منتديات
((هل سأل أحد منا نفسه يوما لماذا ندخل المسجد بالقدم اليمين وندخل الخلاء بالقدم الشمال؟؟
فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ادخلوا المسجد باليمين واخرجوا بالشمال ، وادخلوا الخلاء بالشمال واخرجوا باليمين , فلهذا حكمة عظيمة لأنها أتت من سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى . فالفائدة من دخول المسجد باليمين انه إذا قدر الله قبض إنسان أي موته في لحظة دخوله المسجد يسقط بداخله والعكس إذا خرج بالشمال يسقط بداخله . وإذا دخل الإنسان الخلاء بالشمال وقبض أي مات سقط خارجه والعكس إذا خرج باليمين سقط بخارجه)) .
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
هذا ليس بصحيح .. إذ لَم يَثْبُت عنه عليه الصلاة والسلام الأمر بِدُخُول الْخلاء بالشِّمَال ، والْخُرُوج مِنه باليمين .
إلاَّ أن العلماء استَحبُّوا ذلك لِعُموم حديث عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه التيمن في تنعله ، وترجّـله ، وطُـهوره ، وفي شأنه كلِّـه . رواه البخاري ومسلم .
وعموم حديث حفصة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَجْعَل يَمينه لطعامه وشرابه وثيابه ، ويَجْعَل شِمَاله لِمَا سِوى ذلك . رواه أحمد وأبو داود .
وكذلك دُخُول المسجد لم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام أمَر بِالدُّخول باليَمنى والْخُرُج باليُسرى .
قال البخاري : باب التيمن في دخول المسجد وغيره . وكان ابن عمر يَبدأ بِرِجْلِه اليمنى ، فإذا خَرج بَدأ بِرِجْلِه اليسرى .
ثم أوْرَد حديث عائشة الْمُتَقَدِّم في استحباب التَّيَمُّن .
قال الحافظ ابن حجر : في المستدرك للحاكم من طريق معاوية بن قُرة عن أنس أنه كان يقول : مِن السُّـنَّة إذا دَخَلْتَ الْمَسْجِد أن تَبدأ برجلك اليمني ، وإذا خَرَجْتَ أن تَبدأ بِرِجْلك اليُسرى .
والصحيح أن قول الصحابي : " مِن السُّـنَّة كذا مَحمول على الرَّفع . اهـ .
فقول القائل : (فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ادخلوا المسجد باليمين واخرجوا بالشمال ، وادخلوا الخلاء بالشمال) هذا ليس بِصحيح ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لَم يَقُل ذلك بحيث يُنسَب إليه القول .
وعلى المسلم أن يَتحرَّى فيما يَقول ويكتُب ، خاصة فيما يَنْسِبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن لا يُسارِع في نشر الحديث حتى يَتَثبَّت مِن صِحَّتِه .
وأمر آخر ، وهو قوله : (فالفائدة من دخول المسجد باليمين......... إلى آخره)
أقول : هذا ليس بِصحيح .
لأن المقصود تَكريم اليمين وتقديمها في كل ما مِن شأنه التَّكْرِيم ، وتقديم اليسار في كل ما لم يَكن كذلك .
وأما القول بأن هذه هي الحكمة ، والادِّعَاء بأنّ هذا هو سبب الأمر ، فهذا ليس بصحيح .
لكن لو التمس المسلم الحكمة ، ثم قال : ولعل من الحكمة كذا .. لَكان أولى به ؛ لأن هذا قد يكون صحيحا ، وقد لا يَكون صحيحا .
وتَنْبِيه أخير ، وهو قول إمام أهل السنة ، الإمام أحمد رحمه الله حيث كان يقول :
إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
فَقَبْل أن يَتكلّم الإنسان في مسألة ، ويُسارع في نشرها يسأل أهل العِلْم ويَتَثبّت ، فإنه لَن يأتي بما لم تأتِ به الأوائل .
والله تعالى أعلم .
الشيخ : عبدالرحمن السحيم
المرجع :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=4&ref=1416