سأشتاق إليك… رسالة من طالبة ثانوية عامة تودع بها مصلى مدرستها, والمصلى كلمة مكونة من أربعة أحرف لكنها تعني للمسلم حياته الحقيقية، أما كيف ذلك فأقول بناتي الحبيبات:
إن الصلة القوية بين الخالق سبحانه والمخلوق تكون بالصلاة، فهي عماد الدين وهي راحة القلوب، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال
]
أرحنا بالصلاة يا بلال
[
وكان يقول:
]
جعلت قرة عيني في الصلاة
[
والله الرحيم العليم يدلنا
على علاج أمراض قلوبنا، وتفريج كربنا، فيقول تعالى
}
وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ
{
فالمصلى هو الذي يربط القلوب بخالقها في خشوع وحب وتذلل وانقياد، فنشعر بأننا عبيد فقط لله لا لغيره من أهل الدنيا وشهوات نفوسنا فتمتلئ قلوبنا بالفخر والعزة والرفعة والانطلاق نحو الحق بلا تردد ولا خجل.
وفي المصلى نلتقي في مكان لا يوجد غيره في الدنيا إلا إذا كان مثله إنها مجالس الذكر حيث تحفنا الرحمة وتستغفر لنا الملائكة ويذكرنا الله فيمن عنده، وهي المجالس التي لا يشقى جليسها ويقال في آخرها لكل من حضرها قوموا مغفوراً لكم فهل بعد هذا من نعيم وهل بعد هذا من جزاء؟!.
هذا هو المصلى الذي كان في السابق المركز الرئيس للعالم الإسلامي فمنه تدار كل قضايا المجتمع صغيرها وكبيرها حتى قضايا الصلح وتقييد الأسرى إنه روح الأمة فهو محركهم لكل فضيلة.
المصلى المكان الذي إن دخلتِه سمعت صوتاً دوي النحل، إنهم قرّاء القرآن الذين يتلونه آناء الليل وأطراف النهار.
المصلى مكان توزيع ميراث محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة في كل وقت يحتاجه المسلم على أيدي علماء ثقات غير ضالين ولا مضلين.
وفي المصلى التقينا وعشنا نفحات الأنس بالله ويجب أن نطور لقاءاته ليكون مشعل خير دائم، نعرف من خلاله أمور ديننا ومكائد أعدائنا فننوع برامجه وطريقة عرضها إلى أساليب العرض الحديثة حتى لا يكون المصلى خاصاً فقط لفئة الملتزمات، فالدين أنزله الله لنبلغه للناس كافة.
ولو كان للمصلى لسان لقال لنا: لا تهجرنني بعدم الحضور أو بالحضور السلبي بأن تكن رواداً لدقائق وتخرجن بلا فائدة لأنفسكن أو لغيركن.
ولقال لنا: أنا المصلى حبيب كل مسلم ومسلمة فلماذا تخافون مني؟ لماذا تعتقدن أن الدخول لي يعني هجر الحياة وزينتها؟
لماذا تعتقدن أن روادي أناس لا يعرفن الحب؟
هيا تقدموا فأنا بانتظاركم، لا تطلن الغياب، فالعمر محسوب وهو يمضي سريعاً فاجعلوني شاهداً لكنَّ لا عليكن.
وأخيراً هل فهمتن معنى أن المصلى هو الحياة الحقيقية لنا؟
نعم فهمنا وسنعمل جميعاً للمصلى في مدرستنا وجامعتنا وكليتنا وحينا وبلادنا.
وسيظل لمصلى مدرستي ذكرى لن تنسى، فهو ملتقى قلوبنا على حب الله تعالى والذي من أجله سبحانه تحاببنا فأوصيكن به.