التردد .. فساد في الرأي .. برود في الهمة .. شتات للجهد .. بقاء دائم في موقع الحذر .. إخفاق في السير .. مرض لا دواء له إلا العزم والجزم والثبات .. كثير من الناس يظل سنوات يعجز عن أخذ قرار في مسائل صغيرة بل وحقيرة وليس لهم مشكلة إلا روح الشك و الارتباك في أنفسهم وفى من حولهم .. بل والعجز عن الحزم ولو للحظات فى أعمارهم .. فيكون القلق والارتباك والحيرة والشك والألم المستمر والصداع الدائم .. ما عليك سيدي إلا أن تستشير من حولك وتستخير ربك ، فإذا غلب ظنك الرأي الأصوب فأقدم بلا إحجام لتنهى على نفسك حياة التردد والاضطراب
العـــزم .. العـــــزم
• والعزم والحزم من سمات الناجحين .. أما التردد فمن سمات الضعاف الفاشلين قال تعالى: ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) سورة آل عمران :159
• والحزم مظهر لاستقلال الشخصية وعدم تذبذبها أو تبعيتها للناس دون تفكير وموازنة ، ودون اختيار رشيد ، لذا وجدنا الرسول الكريم - يقول : ( لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا .. وإن ظلموا ظلمنا .. ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا .. وإن أساءوا أن لا تظلموا ) رواه الترمذي ..
• ولقد شاور النبي يوم أحد من حوله فأشاروا عليه بالخروج .. فلبس لامته وأخذ سيفه .. قالوا: لعلنا أكرهناك يا رسول الله ؟ لو بقيت في المدينة ، قال : " ما كان لنبي إذا لبس لامته أن ينزعها حتى يقضى الله بينه وبين عدوه " وعزم على الخروج .. إن الأمر لا يحتاج إلى تردد .. بل إلى إمضاء وعزم أكيد .. فالشجاعة والبسالة في اتخاذ القرار .
أربع سنوات وأنت تحتسى السًّم ؟!
تردد رجل في طلاق زوجته التي أذاقته الأمرين . وذهب إلى حكيم يشتكيه ، قال: كم لك من سنة مع هذه الزوجة ؟ قال: أربع سنوات . قال: أربع سنوات وأنت تحتسى السًّم ؟!
صحيح أن هناك صبراً وتحملاً وانتظاراً . لكن إلى متى ؟! ، إن الفطن يعلم أن هذا الأمر يتم أو لا يتم .. يصلح أو لا يصلح .. يستمر أو لا يستمر فيتخذ قراره .. إن هذا المتردد يصطحب " لو " ويحب " ليت " ويعشق " لعل " فحياته مبنية على التسويف وعلى التذبذب وعلى الإقدام والإحجام .. فأغلق على نفسك هذا الباب الذي فيه قلق واضطراب ولا تتردد فإذا عزمت فتوكل على الله .. كتاب لا تحزن الدكتور عائض القرني .
كيف تكون حازماً ؟!
إذا ما أردت أن تكون حازماً غير متردد فعليك بالخطوات التالية :
أولاً : استعن بالله ثم إرادتك لكي تكتسب الشجاعة : فكل خطوة تخطوها للتغلب على الخوف تتطلب في البداية مجهودا من الإرادة .. لابد من أن تبدأ ولو متخوفا مترددا بالإقدام .. مستعينا بالله أولاً ثم إرادتك حتى تكتسب الشجاعة.. فالشجاعة لن تنزل من السماء بل اكتسبها من على الأرض .. وهذه هي القاعدة النفسانية للتغلب على الخوف ..
ثانياً : اقتحم معقل الخوف واشتبك معه : فالخوف بطبعه خائف يهرب ممن يقتحم عليه معاقله... فافعل الشيء الذي تتهيبه ، فسرعان ما تجد في ذلك متعة وسرورا.. يقول الإمام علي رضى الله عنه : إذا خفت من أمر فقع فيه فإن شدة توقيه أكبر منه.
ثالثا : تظاهر بالشجاعة : حتى وإن لم تكن شجاعا.. وليكن شعارك إن لم تكن من الرجال فتشبه بهم .. فالشجاعة ليست في أن لا تخاف .. بل في أن لا تعمل بخوفك.
رابعا: ابدأ بعمل ولو صغيرا في مواجهة خوفك وترددك : تكتسي به شجاعتك وتهزم به خوفك .. وهنا يحكى عن شاب أخذت عليه المخاوف كل الاتجاهات .. فانكفأ على نفسه حتى كأنك لا تسمع له صوتا ولا ترى له حضورا .. وكان يعمل في شركة كبيرة .. وحينما يذهب لمحل عمله كان يوجه رأسه إلى الأرض ويمر على من يتلقاه من دون أن يبادر أحدا بتحية .. فاقترح عليه من حوله أن يبدأ السلام على زملائه فهذا أمر بسيط، ولا يكلف شيئا بشرط أن يرفع صوت.. وفي اليوم التالي كلما مرّ بأحد زملاء العمل رفع صوته ببشر قائلا: السلام عليكم .. كيف حالك يا فلان... وهكذا بدأ الخطوة الأولى... فارتاح للنتائج وبلغ من ارتياحه أن تشجع فأقدم على المزيد من كلمات الترحيب .. وبدأ يسأل الأشخاص عن أخبارهم .. ثم توطدت علاقاته مع كل العاملين في الشركة.. وذات يوم طلب منه أن يلقي خطابا بينهم ففعل ونجح في ذلك..
وقاده الأمر إلى أن أصبح ممثلا للعالمين لدى إدارة الشركة.. ثم تقلّد منصب نائب المدير العام .. وهكذا قاده العمل البسيط إلى نتائج باهرة .. فالنجاح يؤدي إلى النجاح.
خامسا: اجعل من خوفك سلماً للشجاعة : اكتب قائمة بالأشياء التي تخاف من ممارستها .. ثم قرّر أن تواجه خوفك في كل واحد منها بالترتيب .
سادساً : تعامل مع الخوف كما تتعامل مع الحريق : فكما لابد أن يتم إخماد الحريق منذ اللحظات الأولى من اشتعاله .. وكلما بادر الإنسان إلى إخماده كان التغلب عليه أضمن والخسارة أقل .. وكانت قدرة الإنسان أوفر .. كذلك الأمر بالنسبة إلى الخوف فهو كالحريق مخرب للنفس، ومن هنا كان لابد من التمرس بالقمع الإرادي له في بداياته، وقبل أن يتحكم في النفس مما يضيع الكثير من الفرص .. فالخوف كالنار يتزايد بشدة إذا لم يجد ما يجابهه ويتحكم فيه. أما إخماده في البداية والتحكم بنشاطه في أول الأمر فإنه من السهولة بمكان..
سابعاً : حلّل بدقة أسباب المخاوف : ويمكنك أن تقوم بذلك إذا بدأت تحلّل الموضوعات وكأنها خارجة عن ذاتك. إنك إذن ستجد أن ما كان يخفيك أو يثبط همتك لا يعدو أن يكون وهما من الأوهام وهراء في هراء. ذلك أننا كثيرا ما نكبّر من حجم ما يثير الخوف أو يثبط الهمّة ونعطيه حجما أكبر من حجمه الحقيقي، ولكننا بالنظرة الموضوعية إلى ذلك الشيء عن طريق إخراجه إلى النور تستطيع أن تقهره وأن تقلصه بحيث يعود على حجمه الطبيعي.
وبعـــد هذا كله
إذا ما استعنت بالله وأخذت بما ذكرنا فزت بالحزم ونجوت من التردد وعواقبه وعشت سعيداً فى حياتك .
منقووووووووووووووووووووول