تهاون بعض الناس في الإحرام عند مروره على الميقات 1- بعض الناس قد يسافر جوا معتمرا أو حاجا فيتهاون في الإحرام عند مروره على الميقات بل وبعضهم يؤخر الإحرام إلى أن ينزل في أرض المطار .
وكلاهما على خطأ ففي مثل هذه الحالة ينبغي لمن أراد الإحرام أن يلبس ثياب الإحرام قبيل وصوله إلى الميقات ثم يتلفظ بنسكه عند مروره على الميقات أو يلبس لباس الإحرام قبل ركوبه الطائرة لأن ذلك أحوط له فلعله لا يتمكن من اللباس داخل الطائرة إما لزحام أو لضيق المكان .
قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى :
القادم عن طريق الجو أو البحر يحرم إذا حاذى الميقات مثل صاحب البر إذا حاذى الميقات أحرم في الجو أو في البحر أو قبله بيسير حتى يحتاط لسرعة الطائرة أو سرعة السفينة أو الباخرة , فإذا تجاوز من أراد الحج أو العمرة الميقات ولم يرجع إليه وأحرم من مكانه فعليه فدية يذبحها في مكة ويطعمها كلها للفقراء
ما يعتقده بعض النساء من أن ثوب الإحرام لا بد له من لون خاص 2- ومن المخالفات أيضا :
ما يعتقده بعض النساء من أن ثوب الإحرام لا بد له من لون خاص كالأخضر مثلا .
وهذا خلاف الصواب لأنه لا يتعين لون خاص للثوب الذي تلبسه المرأة في الإحرام وإنما تحرم في ثيابها العادية .
قال سماحة الشيخ ابن باز حفظه الله تعالى : ( وأما تخصيص بعض العامة إحرام المرأة في الأخضر أو الأسود دون غيرهما فلا أصل له ) .
قال حفظه الله أيضا : ( تحرم - المرأة - فيما شاءت ليس لها ملابس مخصوصة في الإحرام كما يظن بعض العامة لكن الأفضل أن يكون إحرامها في ملابس غير جميلة وغير لافتة للنظر . لأنها تختلط بالناس فينبغي أن تكون ملابسها غير لافتة للنظر وغير جميلة بل عادية ليس فيها فتنة ولو أحرمت في ملابس جميلة صح إحرامها لكنها تركت الأفضل ) .
اعتقاد بعض النساء أن الإحرام تشترط له الطهارة فتتجاوز الميقات بدون إحرام إذا كانت حائضا 3- ومما يتعلق بأمر النساء أيضا
أن بعض النساء إذا مرت بالميقات تريد الحج أو العمرة وكانت حائضا أو أصابها الحيض فإنها لا تحرم ظنا منها أو من وليها أن الإحرام تشترط له الطهارة فتتجاوز الميقات بدون إحرام . وهذا خطأ واضح لأن الحيض لا يمنع الإحرام فالحائض تحرم وتفعل كما يفعل الحاج غير الطواف بالبيت فإنها تؤخره إلى أن تطهر .
ودليل ذلك ما أخرجه البخاري في قصة عائشة رضي الله عنها عندما حاضت وهي في طريقها إلى الحج . قالت : فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك ؟ قلت لوددت والله أني لم أحج العام قال لعلك نفست ؟ قلت نعم قال فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم فافعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري .
كثير من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف 5 - كثير من الحجاج يلتزم أدعية خاصة في الطواف يقرأها من مناسك , وقد يكون مجموعات منهم يتلقونها من قارئ يلقنهم إياها يرددونها بصوت جماعي .
وهذا خطأ من ناحيتين :
الأولى : أنه التزم دعاء لم يرد التزامه في هذا الموطن لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف دعاء خاص .
الثانية : أن الدعاء الجماعي بدعة وفيه تشويش على الطائفين والمشروع أن يدعو كل شخص لنفسه وبدون رفع صوته .
وقال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى : ( ومن الخطأ الذي يرتكبه بعض الطائفين أن يجتمع جماعة على قائد يطوف به ويلقنهم الدعاء بصوت مرتفع فيتبعه الجماعة بصوت واحد فتعلوا الأصوات وتحصل الفوضى ويتشوش بقية الطائفين فلا يدرون ما يقولون وفي هذا ذهاب للخشوع وإيذاء لعباد الله تعالى في هذا المكان الآمن وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وهم يصلون ويجهرون بالقراءة فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القرآن رواه مالك في الموطأ . قال ابن عبد البر وهو حديث صحيح . ويا حبذا لو أن هذا القائد إذا أقبل بهم على الكعبة وقف بهم وقال : افعلوا كذا قولوا كذا ادعوا بما تحبون وصار يمشي معهم في المطاف حتى لا يخطئ منهم أحد فطافوا بخشوع وطمأنينة يدعون ربهم خوفا وطمعا بما يحبونه وما يعرفون معناه ويقصدونه وسلم الناس من أذاهم ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( وليس فيه - يعني الطواف - ذكر محدود عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بأمره ولا بقوله ولا بتعليمه بل يدعو فيه بسائر الأدعية الشرعية وما يذكره كثير من الناس من دعاء معين تحت الميزاب ونحو ذلك فلا أصل له ) .